Results (
Indonesian) 1:
[Copy]Copied!
الباب الأولمقدمةأ. خلفية البحثإن النزوع نحو تأسيس نظر للمبحث الدلالي العام، كان لا يزال دأب الدراسات التي تناولت مسألة "المعنى" من كل جوانبها، ورمت إلى بلورة أفكارها ضمن رؤى تنظيرية تتوخى الشمولية في الدراسة والعالمية في الأهداف. وإن التراكم الفكري اللغوي منذ مدرسة "براغ" التي ركزت اهتمامها على الصوت والدلالة. وقد قدمت بهذه الخصوص مناهج ونظريات متعددة ومتنوعة، وسنكتفي هنا بالتركيز على بعضها لأهمية، ونشير إشارة سريعة إلى بعضها لآخر.وقد تنج عن اختلاف المنهج اختلاف النظرة إلى المعنى، واختلاف تعريفه. وهذا هو السر في أن كتاب أوجدن ورتشارذج مثلا يحتوي ما يزيد على عشرين تعريفا تعكس اتجاهات مختلفة من فلسفية ومنطقية وأخلاقية ونفسية وأدبية وغيرها. ومعظم التعارض بين هذه التعريفات ناتج عن حرص كل متخصص على أن يبلى التعريف احتياجاته ومتطلات حقله الدراسى.ب. تحديد البحثبناء على خلفية البحث السابقة، أرادت الباحثة تحديد المسائل الأساسية في هذا البحث بما يلى:1. ما هي النظريات الموجودة في الدلالة؟ج. أغراض البحثاستنادا على المسائل الأولى المذكورة فالأغراض من هذا البحث هي:1. لمعرفة النظريات الموجودة في الدلالة.الباب الثانيالبحثهناك نظريات متعددة اهتمت بدراسة المعنى ومنها النظرية الإشارية والنظرية التصورية، والنظرية السلوكية، ونظرية السياق، ونظرية الحقول الدلالية، والنظرية التحليلية. أولا: النظريتان الاشارية والتصورية1. النظرية الاشارية كان أوجدن وريتشاردز في كتابهما المشهور (the Meaning of Meaning) أول من طور ما يمكن أن يسمى بالنظرية الإشارية Referential theory )أو(Denotational ، التي أوضحاها بالمثلث الآتي: الفكرة - المراجعالكلمة - الشيء الخارجي الرمز - المشار إليه فهذه الرسم يميز ثلاثة عناصر مختلفة للمعنى، ويوضح أنه لا توجد علاقة مباشرة بين الكلمة كرمز، والشيء الخارجي الذي تعبر عنه. والكلمة عندهما تحوي جزأين هما صيغة مرتبطة بوظيفتها الرمزية، ومحتوى مرتبط بالفكرة أو المرجع.وتعنى النظرية الإشارية أن معنى الكلمة هو إشارتها إلى شيء غير نفسها. وهنا يوجد رأيان:أ. رأى يرى أن المعنى الكلمة هو ما تشير إليهب. ورأى يرى أن معناها هو العلاقة بين التعبير وما يشير إليه. ودراسة المعنى على الرأي الأول تقتضى الاكتفاء بدراسة جانبين من المثلث، وهما جانبا الرمز والمشار إليه، وعلى الرأي الثاني تتطلب دراسة الجوانب الثلاثة. لأن الوصول إلى المشار إليه يكون عن طريق الفكرة، أو الصورة الذهنية.وأصحاب هذه النظرية يقولون إن المشار إليه لا يجب ان يكون شيئا محسوسا قابلا للملاحظة object (المنضدة) فقد يكون كذلك، كما قد يكون كيفية quality (أزرق)، أو حدث action (القتل)، أو فكرة تجريدية abstract (الشجاعة). ولكن في كل حالة يمكن أن نلاحظ ما يشير إليه اللفظ. لأن كل الكلمات تحمل معاني، لأنها رموز تمثل أشياء غير نفسها.وقد يكون المشار إليه غير محدد، كما في كلمة "قلم" التي لا تشير إلى قلم معين، لأنها يمكن أن تطلق على أن قلم. ولذا اقترح بعضهم أن يقال إنها تشير إلى "طبقة الأقلام"، أو "نوع الأقلام". وكذلك الفعل يجري الذي يشير إلى نوع يحتوي كل أفعال الجري. 2. النظرية التصوريةالنظرية التصورية ترتكز على مبدأ التصور الذي يمثله المعنى الموجود في الذهن، وإذا أردنا أن نقف على جذور هذه النظرية فإننا نلفيها تعود إلى الفيلسوف الإنجليزي (جون لوك) (القرن السابع عشر) الذي سماها النظرية العقلية ونادى فيها بأن استعمال الكلمات يجب أن يكون الإشارة الحساسة إلى الأفكار. والأفكار التي تمثلها تعد مغزاها المباشر الخاص. وقد أطلق بعض الباحثين على هذه النظرية اسم النظرية الفكرية لأن الكلمة تشير إلى فكرة في الذهن وأن هذه الفكرة هي معنى الكلمة. لقد أسس (تشارلز بيرس) نظريته البرجماتية واعتبرت امتدادا للنظرية التصورية: "رأى بيرس أن تصورنا لآثاره العملية، فالتيار الكهربي مثلا لا يعني مرور موجة غير مرئية في مادة ما، وإنما يعني مجموعة من الوقائع مثل لإمكان شحن مولد كهربي أو أن يدق جرس، وأن تدور لآلة، وإذن فمعنى كهرباء هو ما تفعله، وإذن فالتصورات المختلفة التي تحقق نتيجة عملية واحدة إنما هي تصور واحد أو معنى واحد، والتصورات التي لا ينتج عنها آثار لا معنى لها."وما دام أن النظرية التصويرية تعتبر أن المعنى هو التصور الذي يحمله المتكلم ويحصل للسامع حتى يتم التواصل والإبلاغ، فإن عالم الأشياء غير متجانس، كما أن التصورات متباينة من فرد لآخر، فتصور "شجرة" مثلا، يحمل جملة من الدلالات المختلفة اختلافا قد يكثر أو يقل بحسب وجود هذا التصور داخل عالم الأشياء، كما أن هناك كلمات لا يحمل تصورا باعتبارها لا تتمني لعالم الأشياء كالأدوات والحروف وما إلى ذلك. وقد كان رفض النظرية التصورية، للمآخذ التي ذكرنا، وغيرها، هو المنطق لمعظم المناهج الحديثة التي ظهرت خلال هذا القرن. وهو ما سيتبلور في نظريات أكثر موضوعية وعلمية.
Being translated, please wait..
